
تُعدّ بيروت الثانية من أبرز الدوائر الانتخابية خصوصاً بالنسبة إلى المُكوّن السنيّ حيث تشكّل أصوات السُّنة فيها 61% من مُجمل الناخبين الذي يبلغ عددهم 353,414.
تشهد هذه الدائرة حالة من الفوضى كما تتحضر لمعايير مختلفة في الانتخابات النيابية في أيار 2022 خصوصاً بعد إعلان الرئيس سعد الحريري انسحابه والرئيس تمام سلام منها. فما تأثير هذه المشاهد المسيطرة على دائرة بيروت الثانية؟ ما وضع حزب اللّه في ظلّ هذه الانسحابات؟ وماذا عن تحالفات المجتمع المدني والثوار؟
عبّرت مصادر سياسية عن خيبة أملها إزاء المجتمع المدني في بيروت الثانية، رغم دعمها لهم وتأييد مطالبهم وعرض التحالف معهم في لائحة واحدة.
وأوضحت أن" المدنيين، يختلفون في التوجهات والآراء، كما أن البعض منهم يصرّ على تشكيل لائحة يترأسها السفير نواف سلام، مشيرةً إلى أنه بحسب معلوماتها، السفير لا يرغب في خوض هذه المعركة إنّما بعض الثوار يصرّون على ذلك.
وأضافت:" إن مجموعات المجتمع المدني ليست على وفاق"، معتبرةً أن كل هذه العوامل قد تساهم في جعل حزب اللّه اللاّعب الأقوى في المعركة الانتخابية خصوصاً أنه لا يزال يحافظ على كتلته الموحّدة دون أي تغيير يُذكر.
كما شدّدت هذه المصادر على أننا في خضم مشكلة وجودية في ظلّ هيمنة حزب اللّه، مشيرةً إلى أن المجتمع المدني، وتحديداً مجموعة "كلّنا إرادة"، التي تُصنّف نفسها ضمن فئة الثوار، تشهد انقسامات وعدم وفاق داخل مجموعتها، ولا تزال حتى الساعة الأمور مُبهمة ومُشتتة فالبعض يريد دعم النائب المستقيلة بولا يعقوبيان والبعض يدعم حزب الكتائب اللبنانية، كما النائب فؤاد المخزومي، أمّا البعض الآخر فيُشجع على تشكيل لوائح جديدة.
وختمت المصادر السياسية بأنّ "التوزع والتشتت يساهمان في جعل حزب الله المستفيد الأوّل"، مطالبةً بتوحيد صفوف المجتمع المدني ضمن لائحة واحدة لمواجهة منظومة الفساد وهيمنة الحزب.
والجدير بالذكر أن الشخصيّة القادرة على مواجهة حزب اللّه في الدائرة الثانية النائب فؤاد المخزومي بعد اعتكاف الرئيس الحريري وتيار المستقبل عن المشاركة في الإنتخابات، لكن الأمور ما زالت متعثرة في ظلّ الإنقسامات بين ما يسمى الحراك المدني، وكلنا إرادة، واجتماعات الأستاذ نواّف سلام التي لم تفلح إلا عن عزوفه عن الترشيح عند هذا المشهد الانقسامي وعدم القدرة على تأليف أي لائحة وازنة، نظراً للإحصاءات التي أثبتت له وللمجموعات الثورية أنها لن تحصد إلّا أرقاماً هزيلة.